رأى عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ حسن بغدادي خلال لقاءٍ فكري أقيم في مقر جمعية الإمام الصادق في بلدة أنصار الجنوبية، أنّ "الحنكة والشجاعة والحكمة التي أظهرها القادة في ايران لا سيما الإمام القائد السيد الخامنئي أذهلت العالم وغيّرت من موازين القوى، فاستعادت زمام المبادرة في مجال معالجة الأزمات في المنطقة".
وأضاف: "لقد انطلى على القادة في البيت الأبيض خديعة إمكانية سقوط النظام الإيراني من خلال الضغط الاقتصادي، مراهنين على الخلاف داخل السلطة وعلى عدم تحمّل الشعب الإيراني لضنك العيش، واستطاعت القيادة في ايران أن تُوحي للأميركيين إمكانية أن تنجح أميركا في خيار الحصار، دون أن تلجأ لخيار الحرب، حيث كان يمكن للرئيس الاميركي دونالد ترامب أن يستفيد من المدة المتبقية للانتخابات، ولكن عندما اقترب الاستحقاق الانتخابي في أميركا أظهر الإيرانيون تمرّداً واضحاً على هذا العدوان الغير مبرر، إبتداءً بالخروج من الاتفاق النووي وصولاً إلى الحصار المطبق على إيران، فكان التصعيد المتدحرج في وجه طغاة البيت الأبيض وحلفائهم في المنطقة، وفي نفس الوقت كان العالم يترقّب موقف حزب الله في لبنان، ويعمل على سحب الذرائع من إمكانية أي اشتباك على الجبهة الشمالية، وإذ بالموقف الشجاع يصدر من قائد المقاومة السيد حسن نصر الله يعدهم باشتعال المنطقة إذا ما اعتدوا على إيران".
وأشار الى إن "هذه المآزق التي وصل إليها الأميركيون وحلفاؤهم، أظهرت إرتباكاً واضحاً، سيّما بعد سقوط الطائرة الأمريكية في المياه الإيرانية على يد أبطال الحرس الثوري"، مضيفا: "استطاعت القيادة الإيرانية بسياستها الحكيمة أن تظهر بمظهر الدولة القوية بالمعنى الشامل للكلمة، الدولة القادرة على تغيير الظروف الدولية لمصلحتها، كما استطاعت أن تُظهر للعالم أجمع أنّ أميركا التي عبّر عنها الامام الخميني "قده" بأنها نمرٌ من ورق، تمثّل القوة السلبية التي تستخدم عناصر القوة المتاحة أو التلويح بها لتحقيق أهداف غير مشروعة أو للإعتداء على الآخرين لتحقيق مصالحها ولتمرير مشاريعها سيما مشروعها المشؤوم "صفقة القرن".
وشدد الشيخ بغدادي على أنه "من هنا كان القرار واضحاً وجلياً، بأن لا حرب ولا مفاوضات، إلا بتراجع الأميركيين عن قراراتهم التعسفية الخاطئة، وعليهم أن يُعيدوا النظر في سياساتهم وطغيانهم، وأن العالم قد تغيّر ، ومن يريد البقاء عزيزاً عليه أن يكون قوياً، أما الضعيف فمصيره: إما الفناء أو التبعية والعبودية، وأنّ العاقبة للمتقين".